vendredi 2 avril 2010

قدر حبه ولا مفر للقلوب


هذه قصيدة نشرت في ديوان "لماذا نحبه؟"
للشاعر الجزائري محمد جربوعة
عنوانها: قدر حبه ولا مفر للقلوب

طبشورةٌ صغيرةٌينفخها غلامْيكتب في سبورةٍ:"الله والرسول والإسلامْ"يحبه الغلاْموتهمس الشفاه في حرارةٍتحرقها الدموع في تشهّد السلامْتحبه الصفوف في صلاتهايحبه المؤتم في ماليزياوفي جوار البيت في مكّتهِيحبه الإمامْتحبه صبيةٌتنضّد العقيق في أفريقيايحبه مزارع يحفر في نخلته (محمدٌ)في شاطئ الفرات في ابتسامْتحبه فلاحة ملامح الصعيد في سحنتهاتَذْكره وهي تذرّ قمحهالتطعم الحمامْ يحبه مولّهٌعلى جبال الألب والأنديزفي زقْروسَفي جليد القطبِ في تجمّد العظامْيذكره مستقبِلاتخرج من شفافه الحروف في بخارهاتختال في تكبيرة الإحرامْتحبه صغيرة من القوقازِ في عيونها الزرقاء مثل بركةٍيسرح في ضفافها اليمامْيحبه مشرّد مُسترجعٌينظر من خيمتهِلبائس الخيامْتحبه أرملة تبلل الرغيف من دموعهافي ليلة الصيامْتحبه تلميذة (شطّورةٌ) في (عين أزال) عندنا تكتب في دفترها: "إلا الرسول أحمداوصحبه الكرامْ"وتسأل الدمية في أحضانها: تهوينهُ ؟تهزها من رأسها لكي تقول: إي نعمْوبعدها تنامْيحبه الحمام في قبابهِيطير في ارتفاعة الأذان في أسرابهِليدهش الأنظارْتحبه منابر حطّمها الغزاة في آهاتهافي بصرة العراقِ أو في غروزَنيأو غزةِ الحصارْيحبّهُ من عبَدَ الأحجارَ في ضلالهِوبعدها كسّرها وعلق الفؤوس في رقابهاَوخلفه استدارْلعالم الأنوارْيحبه لأنّه أخرجه من معبد الأحجارْ لمسجد القهارْ يحبّه من يكثر الأسفارْ
يراه في تكسر الأهوار والأمواج في البحار
يراه في أجوائه مهيمنافيرسل العيون في اندهاشهاويرسل الشفاه في همساتها:
"الله يا قهار!"
وشاعر يحبّهُ
يعصره في ليله الإلهامُ في رهبتهِ
فتشرق العيون والشفاه بالأنوارْفتولد الأشعارْضوئيةَ العيون في مديحهِمن عسجدٍ حروفها ونقط الحروف في جمالهاكأنها أقمارْيحبه في غربة الأوطان في ضياعها الثوارْيستخرجون سيفهُ من غمدهِلينصروا الضعيفَ في ارتجافهِويقطعوا الأسلاك في دوائر الحصارْتحبه صبية تذهب في صويحباتهالتملأ الجرارْتقول في حيائها"أنقذنا من وأدنا"وتمسح الدموع بالخمارْ تحبه نفسٌ هنا منفوسةٌتحفر في زنزانةٍبحرقة الأظفارْ: " محمدٌ لم يأتِ بالسجون للأحرارْ .."تنكسر الأظفار في نقوشهاويخجل الجدارْتحبه قبائلٌ كانت هنا ظلالهاتدور حول النارْترقص في طبولها وبينها كؤوسها برغوة تدارْقلائد العظام في رقابهاوالمعبد الصخريُّ في بخورهِهمهمة الأحبارْتحبه لأنهُأخرجها من ليلهالروعة النهارْتحبه الصحراء في رمالهاما كانت الصحراءُ في مضارب الأعرابِ في سباسب القفارْ ؟ما كانت الصحراء في أولها ؟هل غير لاتٍ وهوىوالغدرِ بالجوارْ ؟هل غير سيفٍ جائرٍوغارةٍ وثارْ ؟تحبه القلوبُ في نبضاتهاما كانت القلوب في أهوائها من قبلهِ ؟ليلى وهندا والتي (.....) مهتوكة الأستارْوقربة الخمور في تمايلِ الخمّارْ ؟!تحبه الزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعرابُوالسطور والأقلام والأفكارْ يحبه الجوريّ والنسرين والنوارْيحبه النخيل والصفصاف والعرعارْ يحبهُ الهواء والخريف والرماد والتراب والغبارْتحبه البهائم العجماء في رحمتهِيحبه الكفارْلكنهم يكابرون حبهُويدفنون الحب في جوانح الأسرارْ تحبهُيحبهنحبهلأننا نستنشق الهواء من أنفاسهِودورة الدماء في عروقنامن قلبه الكبير في عروقنا تُدارْنحبهُلأنه الهواء والأنفاس والنبضات والعيون والأرواح والأعمارْنحبه لأنه بجملة بسيطة: من أروع الأقدار في حياتنامن أروع الأقدارْونحن في إسلامنا عقيدةنسلّم القلوب للأقدارْ


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire